قدود زمردية | كفا الرفاعي

سَأحدثُكم اليوم عن كتابٍ وكاتبٍ، وقلبٍ وقالبٍ، الكتابََ الذي صُنفَ تحتَ إسمِ روايةٍ والذي يحوي الكثيرَ بين طياته، عِشتُ معهُ الكثير من الأمور، والكاتبُ من الكُتاب الصاعدين، كاتبٌ يهوى الكتابة ويصنعُ منها فنٌ عتيقٌ

 *لماهر دعبول* لمن أيقظَ بداخلي حُبَّ الوطن لمراتٍ ومراتْ.

لقد قرأتُ لهُ روايةَ '' قدودٍ زمرديةٍ '' التي وقفت في  فؤادي وقفةَ شموخٍ مثلُ عصفورٍ وقف على إحدى الأغصانِ...


هي روايةً رائعةً بحذافيرها الممتعةِ التي أخذتني إلى أجواءِ الوطن، لامستْ خلايا جسدي، واقتبستُ العديد من الاقتباسات منها، أحببتُ بدايتها المشوقة وكيف جَسَّدَ الكاتبُ معاناةَ البطل إثرَ مرضِ الذهان الذي أصابهُ، أحببتُ حبَّ الكاتبِ لحلب وكيف جعلني أتَخَيَلَها وبالرُغمِ من أنني سوريةُ الهويةِ لم أَزُرْ حلب قط وقد أَحْببتُها من وصفهِ الشاعِريِّ لها ، أحببتُ كيف جَسَّدَ الحُب في قلوبِ البشر ولامستْ قلبي قصةُ جَدِّ البطل حيثُ وجدتُ جدي بحكايتهِ وجدتُ حُبَّ جدي كما أحَبَّ صالحٌ جدهُ، والقضيةالتي جعلتني أتحدثُ اليوم عن هذهِ الرواية هي حُبُّ الوطن


وحبُ ما بداخل الوطن والحربَ التي تَنشُب فيهما، فماهر أثار رغبةَ الحديثِ عن أمورٍ عديدةٍ في عقلي وخصوصًا تساؤلاتِهِ عن الموت ِعندما قال: كيفَ للموتِ أن يسرقُ منا من نُحب؟


كيفَ للموتِ أن يَأخُذَ أحبابنا وأن يحرمُنا منهم أن ندورَ في دائرةِ الفقدِ  والحرمانِ.


ِلمَ لا يَأخُذَنا معهم؟؟ و ِلمَ لا يكونُ الموتُ جماعياً، لا يأخذنا فراداً، بل يأخذنَا عائلةً، عائلة وشارعاً، شارع.


ما أقسى الموت؟


نعم ما أقسى الموتَ وما أرحمَ ربُّ العالمين فعندما تموتُ وأنتَ تعلمُ أنك ستلقى ربك بنيةٌ طيبةٍ وعملٍ صالحٍ فهنيئًا لك ولكن عندما يموتُ أعزُ أشخاصَكَ فصبرٌ وسلوانٌ على قَلبِكَ.

وأما عندما تحدثَ عن الهجرةِ فقال:

ما أصعب الهجْرتين؟ أن تهجُر وطنك ووطنُ فؤادك؟

الهجرةُ صعبةٌ والأصعبُ وأكثر مرارةً هي الغربة التي تجْعلُكَ تتناسى أرضكَ باحثًا عن مأوى أخر بحجةٍ أو بأخرى، وكيف لك أن تعتاد على أرضٍ ليست أرضك وأُناسٍ ليسوا أُناسكَ...!

وجدتُ الكثيرَ من المآسي بين طياتِ هذه الرواية التي علمتني الكثير ولامستْ بداخلي أمورًا كثيرةً، دُمتَ ماهر دعبول ودامَ نبضُ قلمِكَ الباهي من الرواياتِ التي أخذت مكانًا في قلبي بلْ أخَذتْ قلبي بأكمله.


كفا عبدالله الرفاعي










إرسال تعليق

0 تعليقات