كن أنت مهما كانت الظروف | حوراء عيسى



ليس من عادتي أن أتناول في كتاباتي موضوعاً يمسّ مشاعر الناس، أو يمكن أن يجرح كرامتهم، لكن وصلنا لمرحلة أصبح الكلام عن الشكل والملابس والأماكن التي نرتادها أهم من مراعاة أحاسيس الناس المتواجدين حولنا سواء كنا على معرفةٍ بهم أم لا.
والتنمر هو شكل من أشكال الإساءة الموجهة من فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة، وهو له عدّة أشكال كالتنمّر لفظياً عبر الكلام أو جسدياً كالتحرشِ أو الاعتداء ويمكن أن يكون في أي مكان كالمنزل، الشارع العام، المدرسة، مكان العمل، أو أي مكان آخر.
خطورة التنمّر وتأثيره لا تقل عن خطورة أي مرض عضوي أو نفسي قد يصاب به الإنسان، فالشخص الذي يتعرّض للتنمّر دائماً ولا يتصدى لها أو يحاول العثور على أحد يساعده لتجاوز هذا الأمر قد يُصاب بأمراض نفسية كالاكتئاب أو الوحدة الإجتماعية والانعزال عن العالم الخارجيّ، وعدم تقدير الذات، وفي بعض الأحيان يمكن أن يصل الموضوع إلى الإنتحار لهذا يجب التعامل مع هذه المشكلة بحذرٍ شديد.
وفي الغالب يعاني المتنمّرين من حالات ومشاكل نفسية أدّت بهم إلى عدم تقدير مشاعر الآخرين، ويمكن للتنمر أن يعطيهم الاحساس بالاكتفاء الذاتي في بعض الحالات بسبب النقص الذي يعانون منهم في أحد جوانب حياتهم الخاصة أو الإجتماعية.
ويمكن الحد من جميع هذه الأمور عندما تبدأ التوعية من المنزل لجميع الأفراد، فنبدأ بالأطفال ونعلمهم عدم المسّ بمشاعر أي طفل يتواجد معه في نفس المحيط، ونعلمه أنّ الشكل واللون والعرق والملابس ليست بالأمور المهمة بقدر ما يجب الأخذ بعين الإعتبار أنه يجب أن نعطي من قلوبنا لنُقابل بنفس المشاعر. أما بالنسبة للكبار فيمكن لكل شخص أن يقف أمام المرآة ويقول كلامه لنفسه قبل أن ينطق به بصوتٍ عالٍ، وإن تحمّل ردة فعله عليه يمكنه النطق به وإلا فَليبقه بينه وبين نفسه والأفضل ألا يفكر فيه لكي لا يعكس عليه نفسياً.
إن إستطاع كلُ شخص السيطرة على نفسه وعلى كلامه، ودرس الأحرف قبل أن يصفّها جنباً إلى جنب فيمكن أن نصل إلى يومٍ نتقبّل فيه الآخر مهما كان بكلّ رحابة صدر.





حوراء عيسى.


إرسال تعليق

0 تعليقات