یتسرَّب الوقت منّا…
(24إبریل2020)
شعورُ الوحدةِ یتضاعفُ في جوفي مع الأیام..
و عدم الاتِّزانِ یأخذ منحاه المعاكس في صحتي ..
قلبي خاوي الیدینِ في ركن الغرفة، ینظرُ إليَّ نظرات الشَّفقة الممزوجة بالمرارة.. نظراتهُ توخزني بحدَّتها.. تقتلني.. ذبحاً بأطرافه الحادَّة، أرى عینه بوضوحٍ أكثر من أيِّ شيء .. غائرةً إلى الدَّاخل، حمراءَ الشَّرایین، وتتحركُ بشكلِّ لا إراديٍّ من فرطِ التَّوتُّر ..
أشیحُ بنظري عنه إلى النافذة.. تجري حیاةٌ ضخمةٌ للغایةِ في الخارج..
ألمحه ما زال یحجرني بكرتی اللَّهب تلك
أعید النَّظر خارج الأفق..
یاللهول!! النَّاس ما زالت تتنفس
أرى لون الرَّبیع الفاتح
ما زال الرَّبیع یُزهرُ كلَّ عامٍ
وما زلتُ أنا أتعفَّن في معزلي
أحاول أن أعیشَ قدر انبساط جناحيَّ .. على أمل التَّبدُّد والاختفاء كلَّ یوم
أكره نفسي تلك..
ذلك الصَّوت الدَّاخليُّ .. یزعجني .. یؤرقني .. ویجلدني كلَّ یوم
وصاحبُ العینينِ الحمراوينِ یظنُّ أنَّني السَّبب
یستلُّ أطرافه الحادَّةَ كلَّ لیلة ویحاولُ شقَّ عُنقي
أهرب إلى الزَّاویة.. أتكوَّر على نفسي كـالولید الَّذي لم یذق طعمَ الحیاةِ بعد
أحاولُ حمایتي..
وأفشلْ..
ما زلتُ أدفعُ ثمنَ أخطاءِ الآخرین
لكنَّني "أنا" لا أفعل شيئًا!
وأحاولُ قدر ما أعطاني االله من قوةٍ أن أكونَ مسالمةً.. غیر مؤذیةٍ.. ووسیلةًّ للحبِّ
یوجدُ بداخلي ذاكَ الشَّخص..
إنَّه یعرفني .. لكنَّنِي لا أعرفه
یتوقَّعُني .. لكنِّني لا أتوقعه
یؤذیني.. لكنَّني لا أؤذیه!
ویجرُّني إلى ما لا أفعله كـعادتي
ملیئةً بالشَّغفِ تارةً .. منطفئةً تارةً أخرى
أرید أن أعیش كـالحقیقة حولنا.. من الجانب الآخرِ منادٍ یردُّ هیّا إلى الزَّوال
تعبتُ شعورَ الازدواجیَّة.. أرهقني
الآن جلُّ ما أریدهُ انقطاع الصَّوت
أنا أرى دماغي يَحترقُ
لكنَّه لا یَهدَأ
حالیاً أملك عدَّةَ أصواتٍ..
لـیديَّ صوتٌ.. ولعینيَّ آخر، حتَّى أنَّني أملكُ صوتاً لأصبع السَّبَّابة في یديَ الیمنى
قلبي لیس لدیه صوت..
فـقلبي لدیهِ كیانٌ كاملٌ یراقبني..
یریدُ الانتقامَ لأجلِ "لا شيء"
إنَّه لا یملكُ شيئاً !..
لكنَّه یكرهني.. یعذِّبُني
نظراتُه الَّتي اعتدتُها أصبحت أسلوبَ حیاةٍ
والآن أغمضُ عینيَّ الَّتي أسدَلهما التَّعب
لا زلتُ أشعرُ بهِ یحدِّقُ بي في الظَّلمة
یتحرَّكُ من زاویتهِ ببطءٍ وتثاقل.. یصعدُ فوقي
ویدخلُ مكانه الخاويَ الجافَّ
لیكملَ دورةَ حیاتهِ عدیمةِ الفائدةِ..
إنَّه یكِنُّ لي البغضَ، أنا أشعر بذلك
لكنَّه لا یعرفُ سوى جعلي على قیدِ الحیاة.. لهذا الوقت حالياً!
لا زال صوته باقٍ..
اعتدتُ النَّومَ وهوَ یتجاذبُ أطرافَ الحدیثِ معي
التفتُّ إلى الجانبِ الآخرِ لأتجاهلهُ
إنَّه لا یفهم..
أغطُّ بعدها في نومٍ لذیذٍ
أستیقظُ عندما یحینُ وقته
أجده جاثماً على ركبتیهِ بجانبي..
یحدِّق بي..
ویسألني: "هل أصبح صباحُ الخیرِ؟"
المصادر إن وجدت *
النَّص السَّابق من تألیفي
عبارةٌ عن مقتطفٍ صغیرٍ من روایةٍ قیدَ الإنشاءِ حالیاً ولم تكتمل بعد.

0 تعليقات