لبنى الروسان
لحنُ الإنسانية
يا لحن الأحزان المنبثق بهذي الألفيّة
عزفٌ مثل نحيب الطّفل فتنتج أُغنيّة
يا صوتَ نشيج الثّكْلى، يا صَمت الحُريّة
يا شهقة حلم ينزفُ، أوصاله منسيّة
يا صرخة أرواحٍ هتفت: أين الإنسانيّة؟!
يا لحن الأحزان المكلوم
يا دمعةَ سقمٍ وهموم
يا أرواحًا فاضت ظلماً وقساوة
أوراقها جفّت، سقطت عن أغصانِ العيش
ربيعًا، ليسَ خريفُ العمر قريباً منها
أزهارٌ في بستانٍ من نيران
لا تحييها أنهارٌ من دمعٍ مقطور
قطراته في العينِ سخيّة
أمام الشّاشات
شاشاتٌ تمثيليّة
روّادها مجبولون بأوهام قضيّة
سمّوها الإنسانيّة
دمعاتٌ هزليّة
خلف الشّاشات عصيّة
باردةٌ… ثلجيّة
يا لحن الأحزان المنفيّة
خلف جدار الحلم الأوحد
حلمُ الأطفال المحصورةِ بينَ الآهات
بينَ نزيف القلب وقتلِ الضَّحِكات
حلمُ الرّجلِ الأجمل
أن يحيا وبنيهِ بلا عثرات
عثراتٌ مجنونة
لا تترك للمرء سبيلاً للزّفرات
تخنقه المديونيّة
فترهقه العَبرات
حلمُ الأمّ العربيّة
أن تُعنى بالحبِّ نقيّة
أن تحيا حرّة أبيّة
لا تأسرها ال "عادات"
عاداتٌ وصفت "شرقيّة"
حملت رسم الدّينيّة
والدّين بريء من وأد القارورات
قاروراتٌ منسية
يا لحنَ الأحزانَ المسجيّة
لحنٌ عُزِفَ بقيثارٍ أوتاره ورقيّة
لا تتردّد في الآفاق صداه
إلّا في نفسِ بشريّة
إنسانيّة…
لا تجري خلف المرئيات الوهميّة
خلف الإعجابات
والشّهرة السّاعيّة
يا لحنًا للموت
للفقر وللسّوط
يا لحناً للقسوة
لاستعباد النّسوة
يا لحنًا للأطفال المأسورة
عند الأحلام المبتورة
لحنُ الاستهتار
لحنُ خرابٍ ودمار
لحنُ ضياع الأحفاد
ونسيان الأجداد
لحنُ هلاك الدّيرة
وتفشّي الحيرة
يا لِخضوع النّخوة
للشّهوة وللنّزوة
يا لِضياع قضيّة
منذ الأزل بهيّة
واليوم بدت منسيّة
من بعض ال"المصلحجيّة"
يا لحنَ قضيّة..
لبنى الروسان

0 تعليقات