إليكَ أبعَثُ رِسالَتي
12 تموز 2020
مِن أُنثاكَ الباقية على حُبّك
إلى الرَجُل الذي مَلكَ مُهجَتي
السّاعة الآن قَد تعدّت مُنتصَف الحنين والّلهفة،و دونَ إرادةٍ مِنّي اتسلّلُ إلى حِسابكَ كَـمُحتاجةٍ فَقيرةٍ تأمَلُ أن تَجِدَ ما تَروي فيهِ عَطشها ويَسُدَ جوعها.
صورةٌ لكَ ظهَرَت أمامي فاجتاحَ المُحيّا ابتِسامةً باهِتة، وسالَت دموعٌ تَجمّعت لأيامٍ لَم أقوَى على حَبسها في عَيناي أكثَر حين رأيتك.
يا تَنهيدةً بِالقَلبِ لَيس لها نِهاية،كَم اشتقتُ لِوجهك بِكامِل تَفاصيله، لِعينيكَ التي كُلّما نَظَرتُ إلَيها كأنّي أقرأُ رِواية لا تَنتَهي، تُجَسّد حِكَايةً بِها مِنَ الحُزن ما يُثير أعماقَ فضُولي.
اشتَقتُ لِغمّازة ذَقنك و لِلبياضٍ الذي يَتخلّل سوادَ شَعرك، لِضحكتكَ وجنونِك، لِجسدكَ وعُروقِ يَديك، لِلحظة قُربِكَ والكَلام القَليل مِنك. لَيت أن كُل شيءٍ نَتمناهُ يُصبِح حَقيقة، لَتَمنّيتُك الآن بِجانِبي.
أكتُب لكَ كَما اِعتاد قَلمي دَوماً، ف لَطالما كُنتَ مُلهِمي الوَحيد في الكِتابة، لَكِن اليَوم إلَيكَ أبعَثُ رِسالَتي وأُنا على يَقين بِأنّك ستَقرأها.
إلى استِثنائي المُفضَّل وصاحِب القَلب الرَّمادي مِن شِدّة تَعبِه. إلَيكَ أيُّها الغَريب بِطَبعهِ وأُسلوب كَلامهِ ومَلامحهِ التي لا يُشابِههُ فيها أحَد، مَن بِجنونهِ يُشبِه قَلبي وبِحَديثهِ يُشبهني
إلَيكَ أيُّها الأقربُ مِنّي إلى ذاتي، أمّا بَعد:
يَصعُب عَليّ ايجاد كَلماتٍ تَصِفُ ما يَجول فِي خاطري أو النُّطق بِه، مَشاعر مُتناقِضة لا أفهَمها، أُريد كِتابتها لكَ فَحسب لأتحرّر مِن قَيدها بداخلي،والأصعبَ مِن ذَلِك هي الأيّام التي تَمضي بِدونك، فإن وَجهي حَزينٌ والكآبةُ تَحتلّ روحي.
فقَد يَحدُث أنْ نُحِبَّ أحَدهُم دُونَ سَببٍ أو غايَة، وأنا أحبَبتُكَ كثيراً، بِالمُناسَبة، أتَذكُر المرّة الأولى التي قُلتُ لكَ فيها بأنّي أُحِبُّك؟
كانَت في اليَوم الثالِث والعشرين مِن شَهر نَيسان
أعلَم بأنّكَ لَم تكُن تَتوقّع مِقدار جُرأتي لِلبوح لكَ بِها، لكنّكَ كُنتَ مُتأكِّداً بأنّني صادِقة في قَولِها، لا زِلتُ أُحبّكَ رُغم برودكَ وإهمالكَ لِي ورُغم تَجاهَلكَ لشعور قَلبي اتِّجاهك، لكنّني لَم أتخلّى عَن حُبّي الكَبير لكَ يوماً، وأنتَ تَعلمُ أنَّ ما دَفعَني لِأخذ قَرار الانسِحاب هوَ رَغبَتي في الهُروب مِن حَنيني وشَوقي وأنانيّتي بامتِلاكك، لَكِن تَعِبَت روحي كَثيراً، وكأنّ هذا الجّسد يَستَمِدّ قوّتهُ مِنكَ ويَضعفُ في غِيابك.
أعلم أنَّ بِقَلبِكَ جُرحٌ صَعبٌ أن يُشفى، وروحكَ لا تصلُح للسُكنى، وعقلكَ يضجُّ بذِكرياتٍ قَد مَضَت، لا أيّامها تَعود ولا أُناسها، وتَعتقِد أنَّ بِجَسدكَ لا تَزالُ صامِداً أمامَ مَتاعِب الدُّنيا، لَكِن لَم تُدرِك إلى الآن أنَّك إن أردّتَ أن تَبقَى قويّاً، فالقوَّة بِالرّوح لا بالجَّسد.
و إنَّ هَذِه الحَياةُ قَصيرةٌ جِداً وكَم أخافُ مَن أن يأتي ذاك اليَوم الذي سيَنتَهي فِيه عُمري و أنتَ لستَ مَعي،
و لَم أمسِك بهِ يَديك، لَم ألمِسَ وَجهك، لَم أُعانِق جَسدك ورأسي غافٍ على صَدرك، لَم نَعِش اللّحظات الحُلوَةِ والمُرّةِ معاً أو نَجمَعَ ذِكرياتٍ جَميلة لا تُنسى.
قُلتَ لي مرّةً أنّهُ لا يوجَدُ شيئٌ مُستحيلٌ مَعك، إذاً لِما لا نَستطيع أن نواجِهَ المُستحيلَ الذي يَقِف بَيننا؟
يا روحاً تُجَمِّل قَلبي، هلّا حَضرتَ وأنَرتَ عَتمتي؟
دَعْ عَنكَ كِبرِيائكَ وقُل لِي بأنّكَ اشتَقت، قُل لِي بأنّكَ تَفتَقدني أيضاً.
إنّي لا أملِكُ مِن الدُّنيا سِوى قَلبٍ صَغيرٍ أُقدِّمهُ إلَيك و قَليلٌ مِن العُمرِ باقٍ، فَهل يَكفي لِبدء صَفحةٍ جَديدة؟
هَل لَنا عَودةٌ تُشعِل مَوقِد الحُب أم أنَّ حَطبهُ سيَبقى رَماداً؟
بقلم : روند عمريطي.

0 تعليقات