طيبةُ قلبي | ديمة الأحمد



"طيبة قلبي"


قرأت ذات مرةٍ على مواقع التواصل سؤالاً كانت قد طرحته إحدى الصفحات العامة يقول : " ماهي الصفة السيئة الموجودة بك؟ " أو " ماهي اسوأ صفاتك ؟ " مع تعليق كان قد كُتب أسفل الصورة ( أرجوكنّ لا تقلن طيبة قلبي ) وكنت دائما ما أجِد صفحات تسخر مِن اللواتي يُجيبنَّ هذا الجواب بأنّ طيبة القلب هي صفةٌ سيئةٌ بها، ولأنهم ربما يعتبرون بأن أصحاب هذه الإجابة كاذبون وهذا الجواب هو فقط في سبيل إظهار أنفسهم أبرياء وأنقياء، لأنهم فقط يعتبرون أنه ما من أحد في أيامنا هذه يملك ما يسمى " طيبة قلب " وأنّ الجميع فقد احساسه و نقاء قلبه . بالرغم من أنني أعتقد أنها صفة ليست سيئة بهذا القدر ولكنها قد تجلب بعض المشاكل .
حسناً لِمَ لا نأخذ الموضوع بشكلٍ جدّي أكثر ونترك السخرية جانبا قليلاً، أوَليست طيبة القلب صفة قد توقعنا أحيانا بالمشاكل وتجعلنا نواجه مصاعب ؟ أوليست طيبة القلب تمنعنا أحياناً من رؤية النوايا السيئة الكامنة خلف أشخاصٍ وثقنا بهم وأحببناهم بنقاءٍ وصفاء وصدق.لأنك عندما تقع في حب انسانٍ ؛ ليس في الضرورة أن يكون حبيباً يمكن أن يكون صديقاً أيضا أو شخصاً يعترض طريقك فجأة فتثق به بسرعة فتنظر له بعين قلبك وكأنك أعميت تماماً عن الرؤية من الجوانب الاخرى فإن كان هذا شخصاً سيئا ينوي أذيتك فيكون بذلك استغل ثقتك به والأهم " طيبة قلبك " التي منعتك من رؤية وجهه الحقيقي .لا يمكننا إنكار أن هذه الصفة تجدها فقط في أشخاصٍ أنقياء حقاً لا يعرفون معنى الأذية ولا الشر تجدهم ينظرون للجميع بنظرة حبٍ او ارتياح ولا يعرفون أن هناك بشراً قد فقدت حتى قلبها ووضعت مكانه حجراً !
فلا يبقى أمام هؤلاء الناس سوى استغلال طيبة ونقاء هؤلاء ! كنتُ دائما ما أشعر بالخوف من أن اقول هذا الجواب لأحد إن سألني ما هي أبرز صفاتك السيئة. ! خوفاً من أن يسخر مني معتبراً أنه لم يبقَ هناك أحد في هذه الأيام يملك ما يسمى بطيبة القلب فبنظرهم أصبح الجميع محقنون بالحقد والكره والأذى.

بقلم: ديمة الأحمد.


إرسال تعليق

0 تعليقات