" حقدٌ و فراق "
لقد مضت سنةٌ وخمسُ شهورٍ وخمسُ ساعاتٍ و خمسةُ دقائق لرحيلكَ عنّي، لم أعد أُبالي لتفاصيلكَ الّتي كانت توقدُ الفؤادَ ناراً، باتَ قلبي منكسراً، و لا يختلف كثيراً عن غزالةٍ ولدت عمياء البصر و حين أبصرت أوّل مرّة، وجدت الليث يبتسمُ لها فركضت له لتنال عناقاً لفكرها أنّه أمّها !
وحال قلبي مثل خيبةِ الغزالة الأُم ..
عامٌ ونصف و لم أنسَ تفاصيلكَ الّتي أنهكتني وأنت لا تبالي لشيء. دعكَ من كلّ هذا الهراء، أتمنى لكَ حياةً بائسة، وأنْ يرافقكَ سوءُ الحظِّ طوالَ حياتك، لقد تركتَ لي وجعًا يكفي لي مدادَ عمري الزّاهر، هنيئاً لك لربحك، فقد ذَبُلَ وردُ عمري ولن أغفرَ لكَ الأيّام الّتي مضَت ضائعةً منّي بسببك، و لا تلكَ الدّقائق ولا حتّى الثّواني.
أتمنى أنْ تتعثّر بي بكلِّ خُطوة في حياتك اليوميّة، لا سامحكَ الله و لا عفا عنك، ودمتَ ناسياً منسيّاً كشمعة تضيءُ غرفة أعمى، لا جدوى منها، لا سبب، لا معنى، ارحل بلا عودة؛ ففي عيني تذكارٌ مملوء لذكرى قدومكَ المؤقت وذهابك الأبدي.
دمتَ لي كعابرٍ صَدم كتفه بي، ثمّ أعتذر و رحل.
اللعنة عليك . .
اللعنة على أيّامك . .
اللعنة على صوتكَ الّذي يوخز في رأسي دائمًا . .
لقد باتَ خيالكَ أكثرَ لباقةً منك، يزورني في كلّ بغتة، ليطمئنَّ عن حالي الهزيل، تبّاً لك، لم تُبقِ لي سوى الألم. أصبحت حياتي باهتة، ولم يعد يغرني شيءٌ في الحياة، انطفأ قلبي، انطفأ أملي، هزل جسدي، وبردت روحي، ككوبِ قهوةٍ غَفل صاحبه ونسيه. ذهبت بهجتي، ذهبت بسمتي، ذهبت روحي، وذهبتُ أنا.
لا عليكَ إنّهُ كلامٌ فارغ، وأعلم أنّك لن تقرأَ هذه الأسطرَ الطّويلة، و لا يهمني رأيك، ستبقى الحياة داخلي منطفئة، كشعور طفلةِ تنتظر والدتها الميتة للاستيقاظ تظنُّ أنّها نائمة.
أنتَ السبب . .
لا سامحكَ الله . .
أنتَ السبب . .
بقلم: بيان عمر عساف.

1 تعليقات
رووووعة حلووو كلامات مميزة
ردحذف