-أهْواك!
-كأيِّ فتاة، تعتريني أحيانًا حالةً من الجُنون،فأضع عقلي وقواعده جانباً، أَربط التَمرُّد على خِصري، وأَفرِد شعري المِغناج، وأترك للنسيم حريَّة التصَرف به، أُدير الموسيقة الصاخبة، وأبدأ بالرقص لامبالية بما حولي؛ مُحاوِلةً نِسْيانَ ما يَسْتَحْوِذ على تفكيري، ويُؤرقُ ليلي.
لستُ بارعةً بالرقص، ولا بالإغراء كما يجب، لكنّني أُطلق العنان لروحٍ أَهلكها الغياب، لرُبما هي في فترة نقاهة من بقايا حبٍ أعرج .
أرقص، أتمايل وأخلَع! -كما يقولون - إلى أن بدأت تَتلاشى صورته المَحفورة في أعماق قلبي المتراقص على أنغام الذِكرى. لا تحسبوا رقصه هذا طرباً، بَلْ يَرقُصُ مَذْبوحاً من شِدَّة الألمِ.
لوهلةٍ شَعرتُ وكأنني درويش في صَحراء الحياة، زاهدة في كل شيء، وروحي تَرقُص حُباً و وجعاً.
وأنا في خِضَمِّ اندماجي، خصري يتمايل من الموسيقا التي تصدح وضحكتي تصرخ عالياً، شعري يُعانقني وكأنه يُرمم كبرياءَ أُنوثتي.
فجأة! لَعِبَ القدر لعبته، اغتيلت الموسيقا، وكُتم الضجيج، عادت صورته أكثر وضوحاً و رُسوخاً من ذي قبل، خَمدَت ثورة شعري وأُشعلت في فؤادي.
ارتجفَت عيناي، فطيفهَ أمامي، مُستنداً على الحائط، يراقبني ساخراً ، هائماً ، ومُعذباً.
اقترب نحّوي برجولته الطاغية، وعيناهُ التي تُعرّيني من نَفسي - بربكَ ارحمني - كأنهُ والقدر والرقص يسخرون مني.
يَمُدُّ يده لي بةبتسامتهِ اللعُوبَة الآسِرة، أَمُدُّ يديّ له بطاعةٍ لا إرادية، فيُعانق خصري بِتملكٍ يُرضي غروري.
أسندُ رأسي على أيسر صدره، يَدفن رأسهُ في عُنقي وكأنه أقسم على قتلي!
ليًدَندِن أُغنية حُبِّ على إقاع قلبي المُهَشّم، بكلماتٍ مالحة على جُرحٍ طازج.
" أهواك
وأتمنى لو أنساك
وأنسى روحي وياك .."
رانيا محمد العليان

0 تعليقات