الحياة والموت | مرح المصري





في هذا المقال سأسعى للكتابة عن كلمتين مترابطتين متعارضتين، اللتان تعملان على قدمٍ وساق معاً،
("الحياة" "والموت").
قبل أن ابدأ بكتابة المقال؛ راودني سؤال خطر في ذهني وبعد الاطلاع على المراجع، ما المتوقع من دراسة الموت والحياة وأخرجهما على مستواهما الشائع الكامن في دورة منتظمة ومقدرة منذ أن نفخت الروح في أول جسد بشري حيّ؛ بعد التعمق بالبحث في خلفية الموضوع عن الحياة والموت بأن هذه الدورة دُرست و كُتب عنها أُطروحات فيزيائية وبيولوجية، ونظريات فلسفية، التي حصنت الموضوع بأكثر من طريقة.
-فالحياة والموت في الفيزياء :
أوضح عالم الفيزياء الشهير روبرت أن نظريته عن مركزية الحياة( بأن الموت ماهو إلا وهم شكله وعي الإنسان) ؛ وتحدث عن الأمر عبر موقعه الإلكتروني بأنه يعتبر الحياة هي نشاط كربوني، وخليط من الجزيئات حيث كتب:( نعتقد بأن الحياة هي نشاط كربوني، ومزيج من الجزيئات، ونحن نعيش لفترة من الوقت، ثم نتعفن في باطن الأرض).أي أن الموت لا يعني بأنه آخر محطة في الحياة، فالجزيئات تستطيع أن تعبر من الشق بسرعة تشبه سرعة الرصاصة، وهذا ما صنف على أنه جزيء ذكي؛ وأضاف من الممكن أن تتفتح بعد الموت كزهرة معمرة تعيدنا للحياة، وأدرج ذلك تحت عبارة "كُل ذلك يعتمد على تصور ووعي الإنسان".
-الحياة والموت في البيولوجيا:
إنّ الحياة هي استمرارية الأجهزة البيولوجية في العمل، والموت عكس ذلك، وحكم الأمر على أنّ الموضوع يختلف، فأدرج تحت خانة "الكائن ونوعه".
فتحدث الفيزيائي "شارل" عن هذا الموضوع:(أننا لا نستطيع أن نعرّف الحياة بأنها المكون المنتج للمادة المركبة، أو بأننا نستفيد من طاقة خارجية شمسية أو غيرها، وثمة وجود تجاوز تجاوزاً تاماً لقدرتنا على الرصد، بحيث نعجز عن وصفه أو شرحه، ويوجد كيان في الحياة يقول : (الولادة والحياة، والموت هي تحولات).
أي أنّ ما يحدث ما بين الولادة والموت، هو نتاج لتطورات وتحولات تستمر بين هاتين المرحلتين.
-الحياة والموت في علم النفس والفلسفة:
نتطلع في هذا السياق لما قاله الفلاسفة القدماء
حيث قال الفيلسوف الألماني "كانط" :(ليس الموت إلا قناع الذي يخفي نشاطاً أكثر عمقاً وأقوى مغزى، وإنما يسميه القانون بالموت هو المظهر المرئي لحياتي، وهذه الحياة هي الحياة الأخلاقية، ومايسمى بالموت لا يمكن أن يقطع عملي؛ لأن عملي يجب أن ينجز لأنني يتعين علي أن أقوم بمهمتي، فليس هنالك حد لحياتي، إنني خالد) .
أي أنّ الموت يتمثل بموت الأخلاق والأشياء المرئية، و الحياة لا تنتهي إلا عندما ينتهي عمل كل واحدٍ منا، ومادام العمل قائم فأنت خالد.
أما أفلاطون فدخل في سياقٍ آخر حيث عدّ الحياة هو الحفاظ على النفس داخل الجسد والموت هو تحرر النفس، فهو يؤمن بأن النفس موجودة قبل ميلاد الإنسان، وهي تمتلك صفة الخلود، ولها القدرة على التحكم في الجسد، فهي شبيهة آلهة الخلود.
أمّا عني فما ذكر بأن الولادة والموت والحياة، هي تطورات وتحولات، تستمر منذ خلق الإنسان، فهي الأكثر دقة حيث يمكن التماسها في أرض الواقع، فالحياة هي انتقالات عبر مراحل عُمرية يبدأ بعبورها الإنسان منذ ولادته، وتنتهي تحولاته وانتقالاته بالموت .




.


إرسال تعليق

0 تعليقات