هي: مرّتْ سنتان .. لا أتمكن تصديقَ أنّي سأراه، حُرقَ القلبُ شوقاً لعينيه، لكن ها أتى الفرج، أسيرُ الآن نحوَ شجرتنا تلكَ؛ لنلتقي.
هو: مرّتْ سنتان .. رافقتني دعواتها بكلّ خطوة، وجدتها في وجوه العابرين، و المقاهي، والحدائق، والشّوارع، في سطور كتب، وفي كلّ مكان، أما زالتْ تقرأ تحتَ شجرتنا حتّى مجيئي! سعيدٌ جداً؛ سنلتقي.
هي: مازلت أذكر الخامس من تموز جيّداً، كان يوم فراقنا، بكيت يومها على كتفه حتّى جفّت دموعي.
هو: يوم فراقنا اللعين لم أستطع كبح نفسي عن هطل الدموع الذي فاض منّي بشكل مفاجئ، لكنّي مضطر للسفر والعمل.
هي: هاد قد وصلت، فتحتُ كتابي لأقرأ كالعادة، لم أستطع التّركيز في الحُروف و الكلمات، كانت عينايَ تتخطّى السّطور دونَ فهم، فؤادي يخفق بشدّة، كيفَ اللقاء ؟!.
هو: وأنا أسيرُ نحو مكان لقائنا بعد كلّ هذا الغياب لمحتها جالسةً تقرأ، وقفتُ من بعيدٍ أتأمّلها، شعرتُ قلبي يكادُ يطير إليها، نفسٌ طويل، لا تخرب تلكَ اللوحة و هي تقرأ بتوترٍ ملحوظ، ضحكتُ و أنا أرى رجفة يدها، أحسستُ بنبضاتِ قلبها من مكاني، ثمّ مشيتُ إليها ببطء.
هي: أغلقتُ الكتاب، تبّاً لشعوري، رفعتُ رأسي و صدمتُ به قادماً نحوي بِحُب، وددتُ أن أركضَ لمعانقته لكنّي تخدّرت، هطلت دموعي بكثرة، وابتسمت، اقترب من أُذني هامساً: كيفَ حالُ سكّرتي في الغياب ؟ أجبت: لا حالَ لها دونكَ.
هو: جلستُ قربها صامتاً فكسرت هيَ الصّمت قائلةً: كيفَ السّفر؟ ما أجمل ما رأيته؟ قلتُ: السّفرُ دونَ عينيكِ كابوسٌ لم ينتهِ، أمّا أجمل ما رأيتهُ فأنا جالسٌ الآن أمامَ أعظم ما أبدعَ الخالقُ في تكوينه.
هي: ارتفعت حرارتي فجأة أمامَ ردّه، و أنزلت رأسي بخجلٍ بالغ، أمسكَ بيدي ووضعَ رأسي على كتفه، ابتسمنا ورحنا نتبادل أطرافَ الحديث بعد غيابٍ طويل.
قلنا سويًّا: اللهم أيّامًا لا تخلُ منك.
بقلم: سارة زهني.

0 تعليقات