القلب عنوان مُبهم




القلب، ذاك العنوان المبهم الواسع الآفاق،
يتردد لأذهاننا الكثير من الأفكار عند سماعنا لكلمة  ( قلب )..
فبأي منظور علينا التطرق للكلام عنه؟!!
وهل يا ترى لا يزال هناك أسرار دفينة خلف ذاك النابض؟!!
لعلنا في هذا المقال سنخوض ببحر العلوم قليلًا،  ونسرح بخيالنا تارة أخرى.
القلب: في منظورنا العلمي: هو مضخة للدم تبقينا على قيد الحياة لا أكثر. فلعل ذلك المفهوم العلمي يجمد عقولنا، ويحد من التفكّـر بأسرار القلب. لكن مع التقدم في العلم والدراسات النفسية المرافقة لذلك،  والاستدلال بالقرآن الكريم وخفاياه؛ وجدنا أن للقلب معنىً نفسي، ووجهة نظر أخرى.
فالجدير بالذكر، تأكيد العلماء على أن القلب المذكور في القرآن هو قلب معنوي كالنفس والروح. فما حقيقة الأمر؟!!
إن القلب يمتلك إيقاعًا منتظمًا يتحكم بإيقاف الجسد كله، ويستطيع الربط بين جميع خلاياه؛ لذلك القلب لا يمدنا بالدم فقط إنما يغذينا بالمعلومات أيضًا.
من الغريب  أيضًا، أن الأبحاث الجديدة أثبتت أن للقلب مجالٌ كهربائي قوي جدًا، ويمكنه التأثير على من حولنا، أي أنه يمكننا الاتصال مع محيطنا من خلال قلوبنا دون أن نتكلم..!
وإنطلاقًا من قرآننا العظيم، آية (179) في سورة الأعراف تحديدًا.. وبعد بسم الله الرحمن الرحيم
( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) "صدق الله العظيم"
لنقف أمام تلك الآيات بخشوع، ونتفكر كيف يمكن للقلب الفهم والتفقه؟!!
فنجد أن  العلماء يتحدثون عن الدور الكبير الذي يلعبه القلب في عملية الفهم والإدراك، وهذا ما أكده القرآن الكريم بالآية السابقة؛ حيث حدد القلب كمركز الفقه والإدراك وهذا هو المنظور الجديد الذي يجب علينا التعرف عليه أكثر ودراسته.
والجدير بالذكر أيضا أنه بعد تطور العلم والعمليات الجراحية أصبح بمقدور الأطباء زراعة قلب شخص لشخص آخر مريض. فلاقت العمليات الكثير من الاهتمام والنجاحات بداية، لكن تلك العمليات أثبتت بدورها درجة إدراك القلب؛ حيث أكد الكثير من الأطباء النفسيين الذين قابلوا أصحاب القلوب المزروعة حديثًا، أن تصرفاتهم  تغيرت بشكل غريب حيث أنهم أحبوا أشياء كانوا يكرهونها سابقا، والعكس بالعكس مما حيَّر الأطباء والعلماء، وجعلهم يوقنون أن للقلب إدراك، وذاكرة داخل خلاياه تمنحه القدرة على التحكم بالعقل حتى لا تستخفوا بتلك المضغة.
وأخيرًا وانطلاقًا من قول النبي صلَ اللهُ عليهِ وسلم:(ألا وإن في الجسد مضفة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )
ومن تلك الكلمات؛ علينا النهوض بأفكارنا، والتفكّـر بخلق الله، وإعطاءها أهميتها المرجوة،  فلا شك أن للقلب أسرار دفينة أخرى.
حافظوا على قلوبكم، ابحثوا عنها، وادعوا الله أن يجعلنا ممن صلحت قلوبهم؛ فصلحت نفوسهم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أزرق | هبة تعتاع

إرسال تعليق

16 تعليقات

  1. اي لهيك بحب قلبي وما ببدلو منشان ما حب حدا بكرهو بالواقع��#كلام إبداع هبوش ربي يوفقك..#نبض♡

    ردحذف
  2. ����دخييل المبدعة ..الله يوفقك هبوشة ��

    ردحذف
  3. 😍😍😍😍😍😍😍😍😍

    ردحذف
  4. 😍😍😍 مقال راائع. ابدعتي 👍👍👍

    ردحذف
  5. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  6. سلمت أناملك فعلا مقال رائع جعلني أنغمس في مفهوم آخر للقلب بل والإهتمام به أكثر ونظافته كثيابي .. موفقة أستاذة هبة أسعد الله قلبك في الدارين

    ردحذف
  7. جميل هو نصك أبدعتِ..
    كما أنكِ قد زعزعتِ رأيي نسبيا، ودعوتني للتفكر والبحث من جديد، بعدما كنت مُتَيَقّنةً يقينًا تامًا أن القلب فقط مضخة للدم.!
    دُمتِ مُبدعة..♥

    ردحذف