كان يا مكان الحياة، كيف تخسر وزنك؟
كيف حالكم؟ عُدتُ من جديد بعد غيابٍ دام طويلاً، والآن دعونا ننطلق في رحلةٍ جديدةٍ، الوجهة اليوم إلى النسيج الشحمي، الوحيد الذي يمكنه أن يجينا عن سؤالنا كيف نخسر وزننا الزائد وما هو الشرح العلمي للبدانة( obesity)
وصلنا الآن، ما هذا المكان؟ حجراتٌ حجرات، والمكان مليءٌ بالدهون التي تسيل من جنباته، أظن أننا قد وصلنا وجهتنا المطلوبة.
_ كيف حالكُ أيها النسيج الشحمي/ الدهني؟
_ أنا بخيرٍ، كيف حالك أنتِ؟
_ أنا بخيرٍ أيضاً، دعنا نبدأ على عجلٍ فالجميع في شوقٍ.
_ كنت أنتظر قدومك منذ زمن، سمعت عنك الكثير يا( ربسي)
_ ما هو تعريف البدانة؟ ولماذا يجب أن نكافحها ونخشى منها؟
_ باختصارٍ شديدٍ، البدانة: هي الحالة التي يتراكم فيها النسيج الشحمي في الجسم بشكل زائدٍ أو يمكننا القول بشكلٍ خاصٍ: هي زيادة مشعر كتلة الجسم عن الحد الطبيعي1
أما لماذا يجب مكافحتها؟ فالجواب خطيرٌ جداً أكثر مما تتصوري.
_ هيا اشرح لنا بسرعةٍ.
_ أولاً: هي السبب الرئيسي لآلاف الحالات من الوفيات السنوية وتسبب بشكل خاص وفاة حوالي 300000 _ 400000 حالة سنويا بأمريكا لوحدها.
ثانيا: السبب الرئيسي أو عامل خطورة لكثير من الأمراض( أمراض القلب والأوعية الدموية، فرط التوتر الشرياني بشكل خاص، داء السكري النمط الثاني، اضطرابات غدية، أمراض رئوية، وبعض الأمراض الخبيثة)
_ يكفي يكفي، كلامك أقض مضجعي، السؤال الذي خطر على بالي، كيف نُشخّص البدانة؟ بصياغةٍ أخرى، كيف يعرف الشخص أنه مصابٌ بالبدانة؟
_ هناك عدةُ طرقٍ، لكنني سأختار أسرعها للحديث عنها، عن طريق مشعر كتلة الجسم( BMI)، ولهذا المشعر أرقام ودلالات ويمكن حسابه بسهولةٍ وبسرعةٍ حسب الجدول الآتي:

ٍ وهناك أيضا طريقة قياس محيط الخصر، حيث يجب أن يكون أقل من 90 سم للذكور وأقل من 80 سم للإناث2.

_ هل للبدانة أشكالٌ معينةٌ؟
_ نعم، بالطبع، هناك العديد من التصنيفات للبدانة، يمكن تصنيفها حسب السبب( دوائية) حسب العمر، وحسب توزع النسيج الشحمي.
_ ها، كيف يكون ذلك حسب التوزع الشحمي؟
_ نعم، فهناك بدانةٌ أنثويةٌ حيث يكون الشكل العام مثل الإجاصة ويكون توزع الشحم متمركزا في الورك مع نسبة محيط الخصر على الورك طبيعية.
وبدانة ذكرانية حيث يكون الشكل العام مثل التفاحة، وتتوضع الشحوم في القسم العلوي للبدن، وتكون نسبة محيط الخصر على الورك مرتفعة. سأرسل لك بعض الصور لترفقيها للتوضح.

_ كنت أعلم أنك خير من سأسأله عن هذا الموضوع لم يخب ظني بك.
_ شكرا لك، أخجلتي تواضعي.
_ السؤال الهام بعد هذه المقدمة العريضة، كيف نخسر وزننا الزائد أو كيف نعالج البدانة؟
_ هذا السؤال الذي تكلف إجابته الملايين الملايين سنوياً سأجيبك عنه بالمجان، قبل كلّ شيء لابد لنا من معرفة مشعر كتلة الجسم الذي ذكرناه سابقا( BMI) وفهم عملية ازدياد النسيج الشحمي.
يزداد النسيج الشحمي بالحالة السويّة عندما يكون هناك تباينٌ واضحٌ ما بين الوارد الغذائي الكبير والجهد الناتج والنشاط العضلي القليل؛ لذلك لابد لنا من فهم هذه النقطة فهماً جليّاً، فكل السبل تفشل ما دام أننا نستهلك الكثير من الأطعمة الجاهزة( البيتزا، اللحوم، المعجنات ....) ونشاطنا العضلي قليلٌ جداً.
المعادلة سهلةٌ بسيطةٌ( واردٌ غذائي قليل السعرات ونشاطٌ عضليٌّ زائدٌ) يحرق الدهون ويساعدنا في التخلص من الوزن الزائد.
وهناك بعد السبل المساعدة بعد الحمية( نظام غذائي قائم بشكل أساسي على الألياف والبقوليات) والرياضة والمعالجة السلوكية( مساعدة الشخص على التوقف عن أكل الطعام بشراهةٍ واتخاذ قرارٍ بالالتزام بالحميةِ) هناك المعالجة الدوائية أيضاً، بعض الأدوية تساعد في التخلص من الدهون إما بعدم امتصاصها أثناء الهضم أو بسرعة التخلص منها( زيادة معدل الإستقلاب) والحل الآخير هو حلٌّ جراحيٌّ.
_ ماذا قلت؟ حلّ جراحيّ؟
_ نعم، عند الأشخاص الذين تخطوا مرحلة البدانة المعتدلة ولديهم عوامل خطورة كبيرة لبعض الأمراض ك السكري و فرط التوتر الشرياني، يخضعون لعمل جراحيّ لاستئصال جزءٌ كبيرٍ من المعدةِ3 أو هناك بعض العمليات التجميلية المنتشرة في زماننا هذا.
_ أتعبت قلبي وأفزعتني كثيراً، بتُّ أخاف على نفسي هل أعاني من البدانة؟
_ أظن ذلك، وبدانتك من النوع الأنثوي، بدانةٌ إجاصية الشكل. يضحك النسيج الشحمي ويتمايل من فرط الضحك.
_ هيا اسكت، أعطني نصيحتك الأخيرة، كيف يحافظ الإنسان على صحته ما بين الإفراط والتفريط؟
_ سؤال جميلٌ نختم به اللقاء، لابد من اتباع بعض النصائح:
1. المحافظة على تنوعٍ غذائي وكمية لا بأس بها من الخضروات.
2. الابتعاد عن التسالي بين الوجبات والاكتفاء بالوجبات الثابتة والتخفيف من وجبة العشاء والاقتصار بها على الألياف.
3. المحافظة على وارد كاف من السوائل.
4. ممارسة الرياضة وبشكل خاص( المشي) ولو لنصف ساعة يومياً.
_ شكراً لكَ، أغنيتنا وأفدتنا كثيراً، سيدع
و عليك الجميع أنا متأكدة، أسفه كنت أقصد سيدعو لك الجميع. أين طريق الهروب هيا........
_ لا عليك، على الرحب والسعة، فأنا باقٍ وأتمدد في عصر الوجبات السريعة المشبعة بالدهون. صاح النسيج الدهني بصوت عالٍ.
علاء المحمود
مجلة أزرق - العدد التاسع

2 تعليقات
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
ردحذفحبيت💙
ردحذف