مرت الكثير من السنوات مُذ إنفصلنا، عفواً مُذ أن تركتني ورحلت .
لن أكذب وأخبِرُك أنني لم أتألم ، أو أنني لم أبكي مرات عديدة لا أقوي علي حصرها ، ولكنني الآن تحررت منك وإلي الأبد ، أعلم أنك تبتسم الآن لأنني أخبرتك ملايين المرات أنني فعلت ، ولكنني أعود مرة أخرى
أستطيع أن أخبرك الآن أنني فعلتها وألقيت بك من داخلي
ولكن، تذكرتك اليوم ، أعتقد ثلاث مرات ،لا بل أكثر من ذلك قليلاً
فلتعد معي گم تذكرتك،
كانت أم كلثوم تغني كعادتها وأنا أهيم معها إلي أن قالت" مخطرتش علي بالك يوم تسأل عني"!!
هنا ردتني تلك الجملة من عالمي لتقفز أنت إلي خاطري، وتترك الكثير من التساؤلات بنفسي
هل صحيح أنني لم آتي إلي خياله ولو لمرة واحده؟ أحقاً لم يتذكرني حينما رأى المطر يهطل للمرة الأولي !
أحقاً لم يفعل؟
تذكرتك حينما أمسكت بمذكراتي لكي أبدأ بكتابة ما يدور ببالي ، ولكن الغريب أنني كنت أريد كتابة خواطري لكي أشتت نفسي عنك، لأجدني أكتب لَك
لقد أخبرتك سابقاً ، لا مفر منك إلا إليك
تذكرتك حينما اشتقت إليك ، فأتيت بصورة لك كنت أُخبئها بين طيّات عقلي ، فلا توجد صورة تستطيع أن تصفك كما أُخبئك أنا بجميع تفاصيلك الصغيرة منها قبل الكبيرة
تذكرتك حينما هممت أن آكل ثمرة فاكهة بعد الطعام ، كنت دائماً تخبرني لا تفعلي ذلك ، ليس صائباً
حينها وضعت الثمرة جانباً وبدأ سيل عارم من الذكرايات ينهمر كما الفيضان بعقلي
تذكرتك حينما كنت ذاهبة لزفاف صديقتي ، أردت أن أعلم كيف أبدو ، أعلم أنك كنت ستقول لي أنني جميله كما تخبرني دائماً ، لم يكن آنذاك أحد يراني جميلة غيرك
وكنت أري نفسي جميلة لأنك تراني هكذا.
أما اليوم ، فالجميع يخبرني أنني جميلة حقاً ولكن الجميع لا يوجد بينهم أنت، لذلك لا أري أنني حتي أقترب من الجمال بشيء
لطالما شعرت بأنني أمتلك العالم بيدي حينما كنت تبتسم لي ، عندما كنت أستمع لأحاديثك أهيم بعالم آخر بين أحرفك ، أرتفع للسماء السابعة وأنت تقضي كل ذاك الوقت معي أنا فقط
أخبرتك في بداية تلك الرسالة أنني تخلصت منك وأنني هذه المرة حقاً أعني ذلك
سامحني، فقد كذبت هذه المرة أيضاً
حينما انتهي الأمر بيننا كنت أواسي نفسي بأن السنوات ستمر وسأنساك وأمضي قدماً ولكن لم يحدث ذلك، لا أنا تركتك لترحل من داخلي ولا حتي داخلي يوافق علي إخراجك ، حتي بالقوة
فكأنما لُعنت بك من أعْتَى السحرة بوضع تعويذة احترازية.
رسالة لك أيها الغائب القامع بداخلي
اعلم أنني بذلت كل ما بوسعي لإخراجك ولكنني فشلت وتلك هي آخر محاولاتي
لن أستمر في لعب تلك الغميضة ثانية
وُجِدَت تلك الكلمات بداخل مذكرة إحداهن ويحتوي الورق علي بضع فجوات أذابتها دمعاتها ، وبضع وريقات أخري تحمل لوناً أحمر قاتم
ذاك اللون الأحمر كانت من آثار نحر معصمها، فلا طاقة لها بتلك المطاردات مجدداً ، لذلك وضعت حد للأمر برحيلها..
وفي نهاية مذكراتها وجدت تلك الكلمات .
" أقسم أنني حاولت ، ولكنني فشلت، سأشتاق إليك"
منار فتحي
1 تعليقات
Best writer ever💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙🌈
ردحذف