لا تَحتاج كتابةُ الرواية إلى شهادةٍ جامعيةٍ في تخصصٍ مُعين؛ فعدد لا بأس به من الروائيين لَم يَدرس الآداب أو اللغات أو ما يشابهها من التَخصصات، وإنّما اعتمدوا على اطلاعِهم العام على الأدبِ والرواياتِ المُختلفة سواءً المحلية أو العالميّة، وتَعتمد كتابةُ الروايةِ على عددٍ من العناصر والقواعد التي يُمكنها أنْ تَزيد احتمالية نجاحِ الرواية، فكثيرٌ مِن الروايات التي تُنشر لا تَنجح ولا تُباع.
إذن علينا أولًا معرفة ما هي الرواية، وما أنواعها:
الرواية هي: عمل سردي ونثري طويل، يكون على شكل قصة متسلسلة في الأحداث، وهي تتألف من أشخاص، وأحداث مجسّدة من وحي خيال المؤلف والكاتب لها، ولكن حجمها يكون أكبر من حجم القصة من حيث حجم الرواية، وعدد الأشخاص، وتعدد وتنوع الأحداث، وهي تعتمد بشكل أساسي على الصرعات والوصف والحوار القائم بين الشخصيّات التي وضعها المؤلف.
أنواع الرواية: هنالك أنواع مختلفة للروايات، ويعتمد اختلاف هذه الروايات على اختلاف الفكرة الأساسية للرواية ومضمونها،
فمنها:
-الروايات الاجتماعية.
-الروايات التاريخية.
-الروايات البوليسية.
-الروايات الفانتازيا.
-الروايات الفلسفية.
-الروايات التأملية.
-الروايات العاطفية أو الرومانسية.
-الروايات السياسية.
السيرة الذاتية، بشرط احتوائها على روائي يسرد الأحداث لمدارس الأدبية التي تندرج تحتها الروايات الأدبية الكلاسيكية الواقعية.
ماهي المدارس الأدبية التي تندرج تحتها الروايات الأدبية:
-الكلاسيكية.
-الواقعية.
هل كتابة الرواية "وحي ومَلكة" أم ممارسة وخبرة، وهل تحتاج إلى دراسة ؟
-الرواية: 20% موهبة 80% ممارسة وخبرة، وليس شرطًا أن يكون الأديب موهوبًا لمجرد أنه ضليع في قواعد اللغة التي يكتب بها. “هم نجواي" كان يعتمد في كتابته على الجمل البسيطة؛ إلا أنّه كان واسع الخيال, رائع التصوير. فإن كنت ذو خيال واسع, قادر على تصوير الحدث, فأنتَ موهوب بخيالك لا بصياغتك فحسب, فالصياغة أمر تستطيع معالجته بقراءة الأعمال الأدبيّة والاستفادة منها، والممارسة والتطوير، ولكن يبقى "الخيال" اللبنة الأولى لكل عمل روائي.
-خطوات روايتك الأولى:
لا تَكتب بدايةً دعائيةً ومُبتذلةً لروايتك؛ فيجب أنْ تَكون البداية مُشوقةً وتَجذب القارئ لِإكمال الرواية، و"البداية" لا أقصد فيها الفصل الأول من الرواية فحسب؛ وإنّما أقصد السطر الأول منها كذلك، فهو أساسي في جَذب القارئ من الكلمات الأولى للرواية؛ لذلك تجنّب الخُطب الإنشائية، والمكتوبة بروعة ودقة؛ لأنّها لا تَدفع القارئ لِيشعر بالحماسة أو الفضول. ومن خلال المشهد الأول في الرواية أو الصورة الأولى التي تَرسمها في السطرين الأولَيّين، يُمكن أنْ تجعل القارئ يُقرر في نفسه إنْ كان سَيُحب هذه الرواية أمْ سيكرهها لذلك عليك:
1- ممارسة الكتابة وتدوين الأفكار:
تعدّ الكتابة اليومية المستمرة وسيلة ناجحة لتحسين مستوى الكاتب في الكتابة، فالكتابة ما هي إلّا مهارة كغيرها من المهارات التي تحتاج إلى تمرين وتدريب حتى تتحسن، فبإمكان الكاتب أن يتدرب على الكتابة من خلال كتابة المدونات، أو الكتابة لنفسه، كما يحتل تدوين الأفكار وصيد الخواطر أهمية كبيرة في تطوير حبكة الرواية وتحديد موضوعها وأفكارها الرئيسية.
2- التخطيط لكتابة الرواية:
يحدد الكاتب العناوين العريضة للرواية، والأفكار الرئيسة التي ستشملها، وقبل أن يستهل الكاتب بكتابة الفصل الأول؛ فإن عليه أن يطرح بعض الأسئلة على نفسه، مثل: ما هو نوع القصة التي سأقوم بكتابتها؟ الجمهور الذي سأخاطبه وأوجه له الرواية؟
وهذه الطريقة في طرح الأسئلة ستسهل البدء بكتابة الرواية، وتجعل نوع الرواية ومواضيعها أكثر وضوحًا.
3-الاهتمام بعناصر الرواية:
لكل فن في الأدبِ العربيّ عناصر ومقومات يرتكز عليها، وفي مجموعها تشكل الفنّ، والرواية من الفنون التي تحتوي العديد من العناصر، التي بدونها تفقد الرواية قيمتها، وقدرتها على إيصال الأفكار، ومن هذه العناصر:
١-الراوي: من أهم العناصر الخاصة بالرواية الراوي، فهو بالعادة الشخص الذي يَلم بكل أطراف الرواية، من شخصيات، وأحداث، وأفكار.
- وهنالك أنواع للرّواة:
الرّاوية المحايد: وهو الراوية الخفي، أو الغير ظاهر، ولكن يعرف جميع ما يدور في خلجات الشخصيات، وما يدور في عالم الرواية بدقة، وهذا النوع من الرواة استخدمه نجيب محفوظ في روايته (بين القصرين).
الرّاوية الذي يروي عن نفسه: وهذا الراوي جزء من الر
واية، فهو يعبر عن أحاسيسه، ولكن ليس لديه القدرة على تفسير وتوضيح مشاعر الآخرين؛ وذلك لأنه لا يعرفها.
٢-خلفيّة الرواية أو الزمان والمكان: ونعني هنا زمن الرواية الذي يجمع بين الحقبة الزمنية العامة التي حدثت فيها الأحداث، والزمن الخاص للرواية مثل الشهر أو اليوم، ومكان الرواية التي حدثت فيه الأحداث، والذي يصفه الكاتب بدقة وتفاصيل ليضع القارئ في جوّ الرواية.
٣-العقدة: وهذا عنصر التشويق والإثارة في الرواية، فعندما يبدأ الصراع، تتطور الأحداث، لتنال حياة الشخصيات، وتدفعها لحل العقدة، وهذا العنصر يظهر في المشاهد الأولى للرواية، وحلّه يعرف بحل العقدة.
٤-الشخصيات: وهي عنصر الحركة في الرواية، فمن المفترض أنها مستوحاة من الواقع، وتحمل آمالاً ومخاوفًا، ولها نقاط ضعف وقوة، وتعمل للوصول إلى هدفها، وهي تنقسم إلى بطل، وخصم لهذا البطل، وأشخاص ثانوية، منها ما يدعم البطل، ومنها ما يعيق البطل.
٥-البطل: وهي الشخصيّة المركزيّة التي تتمحور حولها كل أحداث الرواية، وفي العادة تكون شخصية البطل قادرة على التغير والتكيُّف وفق مجريات القصة، إذ إنّ عقدة الرواية تواجهه هو بشكل مباشر.
٥- العدو: وهو الشخصية الشريرة التي تنبع شرًا في وجه البطل، وتزيد من صعوبة تخطي العقدة، ويمكن ألّا يكون العدو شخصية بل تحديات وصراعات نفسية تواجه البطل وتصعّب عليه تقدّمه.
٦-الحوار: هو المحادثة التي تجسد أحداث الرواية، وتوضحها.
7-الفكرة: وهي موضوع الرواية، والذي من خلاله يتم مناقشة قيمة معينة، وهي مرتكز الرواية الأول.
8-الحبكة: هي سير أحداث القصة باتجاه الحل، وفي الرواية تتسلسل الأحداث بشكل طبيعي، فتتصاعد ثم تُحل.
9-الخيال والأساليب واللغة فهم الملاذ الأخير للروائي.
🔹ولا ننسى عدة ملاحظات من قواعد مهمة لتسير روايتنا على أكمل وجه:
عند كتابة المقالات الأدبية سواء في الشعر أم النصوص أم الروايات، هناك بعض النقاط المهمة يجب الانتباه إليها:
🔹تجنّب تَكرار الكلمات والجمل، مع الابتعاد عن الكلمات المركّبة والمعقّدة، واستبدالها بالكلمات السهلة البسيطة التي تفي بالغرض حتى لا يملّ القارئ من النص.
🔹عدم الإكثار من استخدام كلمات: (فقط، أيضَا، وبالتالي...) التي تؤثر سلبًا على النص إذا زاد استخدامها.
🔹تحديد اللغة أو اللّهجة المستخدمة في كتابة الرواية فمثلًا إذا تم استخدام اللغة العاميّة أو الفصحى؛ يجب أن يكون موحّدًا في بداية الرواية ونهايتها.
🔹الحرص على أن تكون قواعد اللّغة سليمة، وضرورة استخدام الترقيم المناسبة.
والسر أصدقائي في نجاح كل عمل أدبي؛ هو سحر الحروف وعبقها بين طيّات الكتب, وهمم من ألّف كتبًا منذ مئات السنين، فنحن على خطى أجدادنا نسير، فهم قوت كل جائع، ودليل كل تائه.
وكما وصف الكاتب ماهر دعبول القراءة مخاطبًا:
"القراءة هي المصباح الذي يضيء بلادنا عندما لا نجد في أوطاننا كهرباء"زهراء الخليل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والمراجع:
موقع إلكتروني:
١-https://bit.ly/2G9YM2L
دينا الحامد، ١١ أكتوبر ٢٠١٨
٢-https://bit.ly/31ViaHx
زبيدة الشيشاني، ١٠ مارس ٢٠١٩
٣-https://bit.ly/2Mz656A
إسراء عبد القادر، ١٤ يونيو ٢٠١٧
٤-https://bit.ly/33T2q9K
ولاء ابو داود، ٢٩ مارس ٢٠١٦
1 تعليقات
مقال جميل و مفيد.. كل التوفيق للكاتبة زهراء الخليل🌹🌹🌹
ردحذف