للحياة دوماً اتجاهين متعاكسين، اتجاهين يجعلاننا نعرف حتمية الاختيار ما بينَ وبين، كالصواب والخطأ، الأبيض والأسود، السُكر والملح، الماء والعطش.
دوماً هناك خيار آخر غيرَ الشيء المُحدد .
وعليك أنت أن تُميّزَ صحتهُ من غلطه.
جمعينا ناقصون، والكمال للهِ وحده، فكم من زلة لسان تفوهنا بها ونحن لا نقصد، وكم من تصرفٍ يزعج الغير فعلناهُ ونحنُ لا ندري.
عن أنس بن مالك رضي الله عنهُ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلّ بني آدم خطّاء وخيرُ الخطائين التوابون"
فلا بأس من أن يُخطئ الشخص فهذه من طبيعة البشر، ولكن البأس يقع حين يصرُّ على خطأه ولا يتعلم منه.
فلقد اكتسبت البشرية المعرفة من خلال أسلوب المُحاولة والخطأ، فالطبّاخ مثلاً لن يستطيع أن يصل إلى الوصفة المطلوبة دون أن يُجرب جميع المكونات، وقد يُخطئ في عيار مكون واحد يُفسد الطبخة كُلها .. ليعود ويحاول من جديد مع تقليل نسبة المكون في المرة الثانية.
إذاً فكل خطأ ناتج عن المحاولة، والمحاولة هي مفتاح للدخول إلى باب العلم، إذ أنك لا تستطيع اكتشاف أبواب العالم كلها مالم تتجرأ لمحاولة فتحها.
ولكن حذاري من فتح كل باب بذات المفتاح، فالأبواب مُتشابهة ولكن الأقفال هي من تتغير.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يُلدغُ المؤمن من جُحرٍ مرتين".
وهنا أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجوب وقوع اللدغة الأولى، بفعل البشر وتصرفاتهم، واختلافاتهم عنك، وعن وجهة نظرك ورأيك، لكن اللدغة الثانية تكون باختيارك لأنهُ من المُفترض أن تكونَ استجبت لا إرادياً لمؤثرات الضربةِ الأولى.
ومما ذُكر في باب مُعالجة الأخطاء عدة قواعد:
منها كيفية التعامل مع الخطأ والمُخطئ ومن أُخطئَ بحقه.
-مثلاً: أنك حين ترى شخصاً أمامك يُخطئ .. تتقدم بنصحه بأسلوبك أنت والذي يتمثل باستخدام معايير لطيفة في إصلاح الخطأ مثل:
(لو فعلت كذا لكان أفضل) بدلاً من يا قليل الأدب، لم فعلت هكذا؟ (بنبرةِ لومٍ وغضب).
فهناك طبعاً فرق شاسع ما بين الأسلوبين، والأسلوب بطبعهِ يساهم كثيراً في التأثير على المُتلقي، فإن كان أسلوبكَ همجياً فإنك ستلقى ردة فعل عصبية، وإن كان أسلوبكَ لطيفاً سيرُحب بالنصيحة والقبول.
-أيضاً؛ الاعتراف بالخطأ من أهم الأمور عند وقوع الحادثة، فقد أثبتت دراسة أسترالية أن الاعتراف بالخطأ يساعد على إرضاء الطرف الآخر وبالتالي تخفف من حدة العصبية وطرح سؤال "ما الذي تخفيه؟"،
ودرست عن كيفية شعور الأشخاص الذين يتجنبون الاعتراف بخطئهم والاعتذار عمّا بدر منهم من أخطاء، وبين تعزيز شعور الثقة بالنفس حيث وجد باحثون أن الشخص الذي يرفض الاعتذار يزيد شعوره بالقوة، لافتين إلى أن التعبير عن الأسف هو من أصعب الأمور للإفصاح والتعبير عنها.
فرحِم الله امرئ كان هيناً ليناً في النًصح والتقبلِ والفِعل، وكان مُتسامحِاً في الزلة والخطأ والجهل.
أريج محمد الرفاعي
مجلة أزرق - العدد 14
4 تعليقات
👍❤❤
ردحذف👍
ردحذف:)It's amazing. .keep going :
ردحذفماشاء لله كلام من دهب
ردحذف