الرسالةُ الأولى


في رسالتي الأولى بعد اللقاء الأول لنا، الذي بدأ بالسؤال عني وانقطع لظرفك الخاص، ها أنا أجيب:





اسمي نور، اسم رافقني سره طيلة عمري، في العقد الثالث، من سكان الأرض، كنت أعيش في واحة تجمع بين السهل والجبل كهضبة يعلوها الربيع الأخضر على التلال وتسير مياه البحيرات في سهولها، بين أناس من ثقافة واحدة يلف حولهم عدة ثقافات دينية مختلفة، في مجتمع يملك القوة ولا يملك الإرادة، يملك الإمكانيات ولا يملك الأهداف، يعيش في خيال أكثر مما يحاول العمل لتحقيق أحلامه، هشمت الحرب أوصاله وأخرجت الشياطين التي بداخل البعض منه لتولد شياطين تقتل وتدمر كل جمال فيه، في وطن اسمه سورية، يعيش الناس فيه الخوف كمسلسل يومي، ولا يزيح هم هذا الخوف سوى لا مبالاة بأن الأرض هنا لم تعد صالحة للإنبات لسنوات، وأن الطريق إلى الصباح أشبه بالتيه في الصحراء، سيستيقظ الناس يوماً ما ويجدون في صحائفهم ماضيهم كاملاً، ووقتها سيتعظون ويبدؤون التغيير الذي كانوا فقط فيه يحلمون.





أسير في حلمي عملاً، إذ أنني لم أكمله علماً، هكذا كانت مقتضيات الإرادة، ولوني الذي رأيته هو أحد ألوان التراب الذي جبلنا منه.





إن التقينا من جديد أكملنا الحديث، وإلا سنكون، على ميعاد مع الرسالة الثانية في درب التعارف، فماذا عنكِ؟





نور نبهان


إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. الله عليك يا نور.. أخذتني لمكان بعيد عني وبحبو كتير ❤ بالتوفيق انشالله

    ردحذف