عالمي الخاص


اسمي ندى ولربما منه أخذت الرقة





أما عن عمري فقد بلغت من العمر أربع وعشرون وجعاً؛أعلم بأن ذلك سيبدو غريباً عليكم.





أجل فأنا أكبر بالوجع لا بالعمر.





ولدت ندى أو دعوني أقول أنا؛في قرية صغيرة وبسيطة من قرى الريف الإدلبي ولطالما أفتخر بالانتماء الإدلبي.





ترعرعت فيها ومنها أخذت عفويتي وبساطتي





وطيبة القلب،أوووه كم أكره هذه الكلمة؛دعونا منها،عشت حياتي مرتين وولدت لي شخصيتين





في شخصيتي الأولى كنت الفتاة العفوية؛البسيطة





ذات الابتسامة الدائمة والروح المرحة،دائمة التفاؤل أما الشخصية الثانية فاكتملت مع اكتمال حلمي؛فمنذ صغري كان حلمي الأول والأخير أن أتخصص في التاريخ ولم أكن أعلم ما يخبأه لي ذلك الحلم.





عشت جميع أيامي كلها في قريتي كبرت ودرست بها





كانت كلها عائلتي؛وكنت أنا الفتاة المرحة البسيطة ذات الضحكة العفوية، أنا فتاة شبه انطوائية؛ولكني ثرثارة كثيراً حتى يخيل إليكم أن حياتي صفحة معروضة ولكن لا تغتروا فالغموض يحيط بي.





عشت أيامي البسيطة وأنا لا أعرف للهم والحزن طعم ولكن هذه الفتاة البسيطة أبت إلا أن تفارقني؛كما فارقتني أشيائي الجميلة





فارقتني منذ أن قررت أن أخوض عالم المدينة الكئيب المليء بعنف المشاعر؛دخلت الجامعة لأحقق حلمي لأصبح مؤرخة العصر وأنا في العشرين من عمري؛ أقصد في العشرين من وجعي لم أكن أعلم أي شي عما ينتظرني في بهو الجامعة ولا في عواصف وغبار المدينة،ففي شوارعها ماتت تلك الفتاة المفعمة بالحيوية؛وولدت الفتاة متبلدة المشاعر؛نعم أنا الشخص الآخر من شخصيتي والتي تتكلم الآن التي تحيا جسد بلا روح؛روحها التي قتلها بهو الجامعة ومن بها؛فقد كان خبث من قابلتهم أكبر بكثير من عفوية روحها





نعم قتلها حلمها وقتل روحها فقد كان وجودها وتفوقها يثير الغيرة والحقد من كل شخص يعرفها





ولكن لا بأس فإني الآن أكلمها وأطلب منها أن تعود كما كانت في السابق





طيبة المنشأ؛عفوية الروح؛دائمة الإبتسامة





ندى اليوسف


إرسال تعليق

3 تعليقات

  1. رسالة جميلة لكل من يجهل الندى، واتمنى منك العودة فالحياة لا تتمحور فقط في التجارب السيئة في مكان واحد رغم اتساع آفاقه وأبعاده..
    هناك من هم يستحقون ابتسامة الأشخاص من حولهم.
    بالتوفيق وبانتظار الرسائل الأخرى

    ردحذف
  2. الحياه تنحت الإنسان ليس لينكسر( حتى وإن كان انكسار لأكثر من سنه )
    بل ليبني نفسه من جديد وما آتنا به الله فهوه نعمه مهما كان حجم الألم
    التوجه إلى الله التعمق بالدين هوه بدايه النجاح ..وشكرا

    ردحذف
  3. جميل جدا هذا السرد المختصر لحياتك الجميله

    ردحذف