إليكَ، أيّها البعيد / إلى ذلك البعيد القريب : لا أودّ أن أطيل عليك؛ لذا دعني أوجز لك ببضعة أسطر حكايتي التي أكره الحديث عنها ولكنني سأفعل هذا من أجلك . فتاة بسيطة تحبّ الناس، وتبادلهم المودّة، بريئة للحدّ الذي جعلها ضعيفة وغير قادرة على فهم سبب قسوة هذه الحياة، نسيتُ أن أخبرك ! اسمي سارة، وقد جاء من كلمة السرور التي لا أمتُّ لها بأية صلة، سوى أني أراها في ضحكة الأطفال و بسمة أمي، وأنت! ولدتُ في مدينة حلب، مدينتي الحبيبة هي أمي وأبي، ترعرعتُ بين شوارعها، لا تسألني لماذا ؟ ولا تطلب مني الحديث عن عائلتي المفككة؛ فلستُ أحب ذكرها بشرٍّ أو خير لنعد إلى مدينتي الحلوة، أما أنا فممتن لها كثيراً فقد كان السير فيها يُنسي جوع الفقر و ليلها يغطّي جسدي، ويقيني من برد الشتاء، و دوماً ما كانت شمس الصباح تعيد البسمة لي، وتمسح عن عينيّ دمعَ الليالي، الآن أنا في السادسة عشر من عمري، كنتُ مضطرةً للرحيل عن محبوبتي حلب، وها أنا الآن أسكن الريف، وآه كم أكره الريف ، آسفة أيها الريف لست السبب ؛ لكنك أبعدتني عن من احتضن ضعفي، لستُ معتادة على العيش هنا أبداً، وليستْ هذه طريقتي في الحياة ! لكنني كنت ُمجبرة على ذلك وأعترف رغم الصعوبة الكبيرة هنا إلا أنني قاسيت الويلات هناك.و أخيراً.. أيها البعيد أحبك، و سأكتفي إلى هنا، وأعدك بأنني سأقصّ عليك المزيد في رسائلي القادمة، إطمئن فأنا بخير وبعد رسالتي هذه أشعر بحاجة ملحة للبكاء كن بخير ولا تنسى مراسلتي بكلماتك المحببة إلى قلبي.
في إنتظارك!
سارة زهني
3 تعليقات
حلو
ردحذفلولا الجفاء والقسوة لما أصبحنا مختلفين، مقلتاي تضاهي جمال في سطورك، رااائع.
ردحذفإن الحياة غريبة فهي تعطيك ما لا تشتهينه و تسلبك ما تحبينه , لكن لولا هذه الحكمة هل بإمكاننا تقييم ما نملك و ما لا نملك ..
ردحذفتحياتي ..