يَأخُذُني مِنْ يَدِي، مُمْسكاً بمِعْصَمِي فأَقْتَرِبُ مِنْه على مَهْلٍ وعَيْنايَ تُعانقُ عَيْنيه، يُقَبِّلها بشكلٍ مطوَّل، و في كُلِّ مَرّة أَقْتَرِبُ مِنكَ خُطْوَةً تَتَرَاقَصُ حولَ روحي آلافُ القصائد، لكِنْ هذه المَرّة كانَ عقلي فارغاً مِنْ كُلَّ شَيْءٍ إلّا مِنْ مَلامِحِ عَيْنَيْك وضَعْتُ رأْسِي بكُلّ ما فيه منْ عَواصِفَ ومعاركَ على كَتِفِكَ فَشَعَرْتُ بأَنَّني في عالَمٍ لا يُشْبِهُ ذاكَ الّذي أَعِيشُ داخِلَهُ بَلْ كانَ يَتَعايَشُ داخِلِي وأَكْتُبُهُ بِقَلَمِي فَأَبْنيهِ حَرْفاً تِلوَ الآخر، كُنْتُ غَريقَةً بِكَ كَمَا كُنْتَ تَنْصَهِرُ داخلي مِثلَمَا يَذُوبُ المُكَعَّبُ الثلْجِيُّ في بَاطِنِ الكَفِّ كُلَّمَا ازدادَ العِناق، في ذلكَ اليومِ مَارَسْتَ الحُبَّ معي للمَرّةِ الأُولى وَلَمْ أَكُنْ قَادِرةً على مُقَاوَمَةِ رائِحَةِ عِطْرِكَ ولَمْساتِ يَدِيْك، قُبُلاتُكَ الّتي كانَتْ تَنْهَالُ على عُنُقي كَمَا لَوْ أَنَّ الرَّبيعَ قَدْ أَتَى على عَجَلٍ لِيَزُورَ جَسَدي فَيَنْبُتُ على عُنُقي وبَينَ كَتِفِي آلافُ الورودِ وشجرةُ ياسمينٍ دمشقيَّةٌ جَذْرُها قَدْ زُرِع بينَ نَهْدَيّ، الوَقتُ يَمُرّ على عَجَلٍ كما لو أنّه كانَ يُحَاوِلُ اللجوءَ للهَرَبِ وعَدَمَ تَسْجِيلِ لحظاتِنا الأُولى، وكما أنَّه يَعْلَمُ أنَّ هذا العشقَ خَطِيئَةٌ كُبْرَى.. وما أَشْهَى هذه الخطيئة.
أَغْلَقْتُ عَيْنيَّ، لكِنّ قلبي لمْ يكنْ بأمان، كانَ يَنْبِضُ بِسُرْعةٍ وقُوّة، كانَ جَسَدُكَ المُلْتَهِبُ يُشْعِرُني بعَدمِ الأمان، وهذا مَا جَعَلَني في حَيْرة، فَتَحْتُ عَيْنَيَّ مُجَدَّداً، كانتِ الشمْسُ قَدْ أَشْرَقَتْ مِنْ جَدِيدٍ ورَأْسي مُثْقَلٌ يَضِجُّ بالأَصْواتِ وكَأَنَّ الصدَاعَ قَدْ أَقَامَ حَفْلَةً داخِلَه، نَهَضْتُ بفُتورٍ لأَجِدَ نَفسِي دَاخِلَ منزلي وعلى سريري، وهذا ما أصابَني بالجُمودِ والدهشة، وَقَفْتُ وأنا أَدورُ حَوْلي، عَقَدْتُ حاجِبَيَّ ودَفَنْتُ وَجْهي داخلَ كَفَيَّ، أَظُنُّ أنَّني كُنْتُ أَحْلُم، تَنَهّدْتُ بِعُمْقٍ وأنا أَقُولُ الحمدُ للهِ أَنَّهُ كانَ مَحْضَ حُلُمٍ لا أَكثر، ذلكَ قبلَ أَنْ تَلْمَحَ عَيْنِيْ وَرَقَةً وُضِعَتْ بِشَكْلٍ مُلْفِت، اتَّجَهْتُ نَحوَها بِبُطْءٍ وفَتَحْتُها وقد كانَ كُتِبَ فيها: كانَتْ لَيْلَةً نَرْجِسِيَّةً، بِرُفْقَةِ أُنْثَى مُذْهِلَةٍ كأنتِ، أُحبِّك، جون.
ابْتَسَمْتُ بِعُمْق، فذاكَ لمْ يَكُنْ مُجَرّدَ حُلُم، بَلْ كانَ واقِعاً موازياً للخَيال…
مروة قباني
11 تعليقات
رائعة بحق
ردحذفجميله جداا❤️
ردحذفما أحلاهااا 💙💙💙💙
ردحذفمُبدعتيييي 😍
جميييييلة 😍😍😍
ردحذفرائع
ردحذفبالتوفيق
كتير حلوة موفقة ♥️
ردحذفبالتوفيق يارب رائعه مروة كالعادة 😍
ردحذفروعة 😍 دمت متألقة أخيتي مروة
ردحذفروعة 😍😍 جميل حقا كلمات لامست قلبي شارت بدفئها يااا جميلة حقا دمتي متألقة عزيزتي مروة
ردحذفشي حلو .. بالتوفيق
ردحذفوصف يفوق الخيال أجدتِ وابدعتي غاليتي 🌷💙
ردحذف