إليكَ أيُّها المَنسيُّ، رسالةَ وداعكَ الْأَخِيرَة :
كيفَ حالُكَ؟ ! أَمَّا زلتَ تذكُرُ تلكَ الطّفلةَ الّتي أحبَّتكَ ! كَيْف َحالُكَ بعدَما خُنتَ وَعْدَهَا .
بعدَما كُنتَ نجاتَها . .
بعدَما كُنتَ أَهْلَهَا . .
كيفَ حالُكَ ! . .
تِلْكَ الطّفلةُ قَد كَبِرَتْ و مَا عادَ بريقُ عَيْنَيْهَا الّذي تحبُّهُ يُضِيءُ ،كَمَنْ يُنجيكَ مِن بئرٍ عَمِيقٍ ثمّ يُلقيكَ فِي البحرِ كنتَ أَنْتَ ! .
قَبلْتَها بشتاتِها، بضياعِها، بعويلِها و بُكَائِهَا، بسوادٍ تحتَ عَيْنَيْهَا، و شخصِّياتٍ متعدّدةٍ تلقاكَ بِهَا، علَّمتها ، دلَّلتها ، أفسدتَها اهتماماً قبلَ الحُبِّ! حتّى بِتَّ فِي قَلْبِهَا و كأنّكَ الأملُ الْوَحِيدُ اليوم يَا عَزِيزِي، يَا كسرةَ القلبِ الصّغيرِ . أشكُركَ ! فلستُ أُنكِرُ معروفكَ عليَّ؛ لِجَعْلِي أَفْضَلَ . غبتَ يَا غصّةَ القلبِ و خذلتني، عِنْدَمَا رحلتَ لَم أبكِ بُكاءَ فتاةٍ خانها حبيبُها، شهقْتُ شهقةَ طفلةٍ خسرتْ عائلتَها .
حزينةٌ مِنْ أَجَلِكَ، مسكينٌ خسرتَني، خَسِرْتَ مِن سابقت دمعتَكُ عَيْنُها قبلَ عَيْنِك، مِن احتوتكَ بعفويَّتِها ، أنجتكَ مِن حياةٍ مقتَّها قَبْل لِقَائِهَا، و أقولُ لَكَ . .
انْظُرْ لداخلِكَ، لتراني قَد خرجتُ مِنْكَ، لِتَرَى فُتاتَ قَلْبِي قَد تجمَّعَ وودَّعكَ، لَا تستغربْ، أظننتَ أنّي سأعيشُ العُمرَ متشبثةً بحُبِّكَ؟ كلا، فإنِّي عَلَى قدرِ تمسُّكي أغادرُ فَجْأَةً، وكأنّكَ لَمْ تَكُنْ ! وَلَو ذُبِحَ القلبُ شوقاً لَنْ أَعُودَ مَتَى مَا اخترتُ الْبُعْدَ، عَدَا ذَلِكَ، فَتِلْكَ حججٌ لِلْحَدِيثِ فَقَطْ، و هَا أَنَا، مَا عُدتُ ألتقطُ أخبارَكَ عَنْ بُعْدٍ، مَا عادَ اسمكُ يُرْجِفُ أطرافي، مَا عُدتَ تهمُّني ! .
صَدقني . .
لَا أكرهُك، و لَا أَدْعُو عَلَيْكَ. .
أضعْتُ مِن عُمرِ طفلةٍ سنتينِ فِي حُبِّكَ، سنةٌ لِنسيانِكَ و تَرْمِيمِ فُتاتِ قَلْبِهَا مِنْ بَعْدِكَ .
لَا بَأْسَ! كسريَ قَد جبرَهُ اللَّهُ، أما أنت
أنتَ غريبٌ لم تعد تعنيني .
قرأتُ مرّةً أنَّهُ لَو وَدِدْنَا التخلُّصَ مِن شيءٍ نكتبُهُ، و هَا أَنَا أَكْتُبُكَ . . !
هَا أَنَا أودّعُكَ منِّي، قَدْ حَانَ وقتُ غُرْبَتي ، وداعاً منّي للأبد ! .
فتاتُكَ الصّغيرةُ يوماً .
سارة الزهني

4 تعليقات
كتيرررررر حلو😍
ردحذفكتير حلوو موفقةةة
ردحذفبجننن😍
ردحذفبجنن
ردحذف