رفاه القادري | في غيابة القلب

وبعد الصَّـمت الطّـويل وكتمان الشّـوق
يأتي القلمُ لـ يلوّحَ لي،ويسكبَ حبرهُ أمامِي
وكأنَّـه يقـولُ لـي،اجمعـي شتاتكِ واذرفيه على هذه الأوراق،
اكتبـي شوقـك بحروفـك،واجعلـي كتـمانش السّـنين كلمـات
واجعلي نهاية المطـاف قصص نادرة،
(فما سبقكِ بها من أحد من العالمين)
لطالما كنتِ لي الأمّ ،والأخـت ،والصّديقـة،والحيـاة
كانـت الأيّـام معكِ تختلـف بناظري عن كل الأيّـام،كنـتُ أردّدُ في نفسي،أنْ لا حياةَ لي بدونـكِ،فأنتِ الأمـانُ والشّـتاتُ والمـلجأُ والوطـن،
فـدارت الأيام وتسابقتِ السّـاعات،ففـوجئتُ وصُدمـتُ بتـلكَ اللّحظـة،
عنـدما نظرتُ لنفسي "وكنت وحدي"…
أين أنتِ؟!..
لا أدري..
كيف سأعيش؟!
كيف ستبدو الحياة؟!
وكيف النّهاية؟!
وإلى متى؟
وو… .
أسئـلة كثيفـة تدورُ في ذهنـي،تأكلُ الأَحـلام التي رسمتُها معـكِ،
وتنهشُ بمخيّلتي اللتي رتبنـا بها بقيّـة حياتنـا سويّـاً،

ومضـتِ الأيّـام…
واشـتقتُ إليكِ كثيراً،اشتـقتُ لصـوتي،ضـحكتي،وعينـاي،
فـ أنتِ أنـا
فقَـدتُ طعـمَ الحياة،ونسيتُ لذّتـها،بدأتْ الذّكـريات تهـيج في مذكّرتـي،
كيـف أصبحَـتْ أيّـامنـا ذكريات؟!!

ومضى شهرٌ وشهران..
وأنـا مازلـتُ أنشـدُ تـاريخَ فراقـنا بنغـمةٍ حزينةٍ يملؤُهـا الحزنُ والفَقـد،
ثم يأتي ذلك اليـوم…
كانَ يوماً كـبقيّـة الأيّـام في بدايته،الرّوتيـن اليومي يتكرر،
والحزنُ ينقشُ نفسـهُ على مَحيَاي،
ومضتِ السّويعات…
أيعقَل أن الساعة(6:30) من ذلك اليوم ستختلف عن بقيّـة الأيّـام الخاوية،
في السّـاعة6:20دقيقة،
مـررتُ بالطّـريق الذي كانـتْ روحي تسكنُ أرجاءَهُ،
سمعتُ تلـك الهمسة داخلَ أُذنيّ،وعينايَ تبحثُ بلهفـةٍ عن مصدرِ ذلـك الصّـوت،
إنّـها عينايَ لقـد برقتْ عنـدما لمحتْ ذلـك الوجـه،
لا أصدق… أحقاً هيا!!
ذهبتُ مسرعةً نحوها،كانت الحياة لاتتسعني في تلك اللحظة،
وقفتُ أمامها وهيَ تنظرُ بي،وكأنّ عينيها تحدّثني وتقولِ:
(هل هذه أنتِ!؟ أأنا في حلمٍ أم حقيقة)،
فنهضتْ من جلوسها،وعيناي لاتفارق عينيها،
احتضنتها،واحتضَنتني،
فقد احتضنتُ روحي،احتضنتُ سعادتيِ،
ودموعي تذرف على وجنتيَّ،وكانت هي كذلك،
كان اليوم الأجمل بالنّسبةِ لي،كان الحلمُ الذي لطالما حلمتُ به في آخر ثوانٍ قبلَ نومي،
كي لا أنسىَ..
سأكررُ وأخبركِ أنّـكِ كنتِ لي نوراً،فأنـتِ كاسمكِ تماماً لاتختلفين،
"نور الإسلام"
كنتِ ومازلتِ وستبقنَ تلكَ التي احتلتْ أكبرَ مقامٍ في قلبي،
صديقتي.. وحبيبتي..
دمتِ لي...




فـي غيـابـة القــلب..
رفـاه القـادري